فازت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بجائزة نوبل للسلام سنة 2015، وذلك ضمن الرباعي التونسي الراعي للحوار السياسي الوطني بين الحكومة الانتقالية وجبهة أحزاب المعارضة، وقد منحت الجائزة لهذا الرباعي تقديرا لمساهمته الحاسمة في بناء ديمقراطية متعددة بعد ثورة الياسمين في العام 2011.
يتكون رباعي الحوار الوطني التونسي -الذي دعا إليه ورعاه حتى حقق أهدافه المتوخاة- من أربع منظمات مدنية تونسية، هي:
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية
ونصت “خريطة الطريق” السياسية -في صيغتها النهائية التي عرفت إعلاميا بـمبادرة الرباعي لتسوية الأزمة السياسية بتونس، وأعلنت يوم 17 سبتمبر 2013 لتكون أساسا للحوار- على دعوة الفرقاء السياسيين إلى القبول بتشكيل حكومة كفاءات ترأسها شخصية وطنية مستقلة على ألا يترشح أعضاؤها للانتخابات القادمة، لتحل محل حكومة الترويكا التي عليها أن تتعهد بتقديم استقالتها في أجل لا يتجاوز ثلاثة أسابيع من موعد انطلاق الحوار الوطني.
كما دعت المبادرة الأحزاب السياسية إلى الاتفاق على الشخصية التي ستتولى رئاسة الحكومة الانتقالية خلال أسبوع واحد، وذلك بالتوازي مع استئناف أشغال المجلس الوطني التأسيسي لاستكمال مهامه التأسيسية، وأهمها المصادقة على الدستور التونسي الجديد خلال أربعة أسابيع على الأكثر، وإقرار القانون الانتخابي.
قاد الرباعي عملية الحوار التي شهدت مفاوضات شاقة استمرت عدة أشهر وتعثرت فيها الجهود مرات عديدة، لكنها أدت في نهايتها إلى استقالة حكومة الترويكا وتشكيل حكومة كفاءات وطنية (تكنوقراط) انتقالية برئاسة مهدي جمعة، صودق في عهدها على الدستور الجديد، ونـُظمت انتخابات تشريعية ورئاسية أواخر عام 2014 بإشراف هيئة وطنية مستقلة.
وقد أدى نجاح تجربة الرباعي في راعيته للحوار السياسي بين قطبيْ حكومة الترويكا والمعارضة (ممثلة في “جبهة الإنقاذ”) إلى إيجاد نموذج توافقي في إدارة الشأن العام أصبح يُعرف عربيا بـ”الاستثناء التونسي”، مما جنب البلاد مآلات كارثية وقعت فيها بعض بلدان الربيع العربي مثل سوريا ومصر واليمن وليبيا.
وفي يوم 9 أكتوبر 2015 أعلنت لجنة نوبل فوز رباعي الحوار الوطني التونسي بجائزة نوبل للسلام لإسهامه في بناء الديمقراطية بعد ثورة الياسمين التي أطاحت بنظام الرئيس بن علي عام 2011.
وقالت رئيسة اللجنة كاسي كولمان فايف إن الرباعي ساعد في دعم عملية بناء الديمقراطية في تونس عندما كانت البلاد على “شفا حرب أهلية”، موضحة أن هدف الجائزة هو تشجيع الشعب التونسي الذي “أرسى قواعد الإخاء الوطني رغم التحديات الكبيرة”، راجية أن يكون ما حصل في البلاد “مثالا تحتذي به دول أخرى”.
يشار إلى أنه في العام الماضي رشحت منظمات وهيئات وشخصيات تونسية ودولية الاتحاد العام التونسي للشغل لهذه الجائزة. وتشكلت لجنة دولية لدعم هذا الترشيح “اعترافا بالدور التاريخي والمحوري للاتحاد العام التونسي للشغل في كافة المراحل التي مرت بها تونس”. وهو المسعى الذي كُلل بتقديم الجائزة إلى الرباعي الراعي للحوار بجميع مكوناته.
المصدر الجزيرة بتصرف
Leave Your Comment