تحتفل تونس في 26 جوان باليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب.
بعد عقود من الانتهاكات والفظائع المروعة في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن الجهود المتزايدة من قبل المجتمع المدني لحماية كونية حقوق الإنسان، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد سنوات طويلة من المفاوضات، اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب سنة 1984. دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في 26 جوان 1987 وصادقت عليها تونس سنة 1988، ومرّ منذ ذلك التاريخ 35 عاما.
في سياق سياسي مقلق يتسّم بتصاعد العنف المؤسسي والإفلات من العقاب، تتزايد باستمرار التهديدات التي تواجه مكتسبات الشعب التونسي وحقه في التمتع بالحريات الجماعية والفردية. كما تتصاعد الاحكام بالإعدام بنسق حثيث يعكس موقف رئيس الجمهورية المساند لتفعيل تنفيذ الاعدام.
اتفاقية مناهضة التعذيب واضحة ومطلقة: “لا يمكن التذرع بأي ظروف استثنائية مهما كانت، سواء كانت حالة حرب أو تهديد بالحرب، أو عدم استقرار سياسي داخلي أو أي حالة استثنائية أخرى، لتبرير التعذيب” أو أي شكل آخر من أشكال المعاملة القاسية والمهينة والمعاملة اللاإنسانية.
لكن اليوم، يتم استهداف المعارضين السياسيين والصحفيين والقضاة والنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان والمهاجرين وأعضاء “مجتمع الميم ع” والعديد من الأشخاص الآخرين… من قبل السلطة التنفيذية والجهاز الأمني.
زد على ذلك، فإن ما يميّز الخطابات الرئاسية هو الدعوة إلى تقسيم الشعب التونسي بين مؤيدي السلطة بوصفهم أناسا وطنيين وباقي المواطنين الذين لا يشاركون نفس الرّأي بوصفهم أعداء للوطن.
تقترن الكلمات بأفعال، لترافق هذه الخطابات موجات من الاعتقالات والمحاكمات والإدانات غالبًا ما تهدف إلى فرض الرقابة على حرية الفكر والتعبير، ولكن أيضًا إلى استبعاد مجموعات بأكملها من الفضاء العام، مثل المهاجرين. تغذي القوة المطلقة لقوات الأمن العنف المؤسّساتي الذي يختار أهدافه بدقة إضافة إلى إستهداف المواطنين. التعذيب وسوء المعاملة أمر شائع وغالبًا ما يهدفان إلى العقاب وبثّ الخوف.
تواجه السلطة القضائية المستهدفة اليوم بهجمات على غاية من الخطورة، صعوباتٍ جمة تحول دون القيام بدورها في التصدي لإنحرافات السلطة التنفيذية. في هذا السياق من الاختلال الصارخ في التوازن بين السلط، يستعيد الإفلات من العقاب قوته على حساب دولة القانون التي كابدت من أجل البروز خلال السنوات الأخيرة لتهوي من جديد.
اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يجب أن يحمل المجتمع المدني صوت العديد من ضحايا الانتهاكات، وأن يوثق ويرفع الوعي ويحشد ويساعد ويحمي ويدافع بلا كَلَلٍ من أجل القضاء على ظاهرة التعذيب.
تحقيقا لهذه الغاية، تنظم جمعياتنا مجموعة من الأنشطة في جميع أنحاء البلاد لتقول “لا للتعذيب!” وللدفاع عن الحق في الحياة وكرامة الذات البشرية.
· يوم 21 جوان : الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب ندوة متعلقة بإحياء اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب
· يوم 22 جوان: المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب: تقديم تقرير سند 2022 2023 وتكريم بالمناسبة للأستاذة المناضلة راضية النصراوي
· يوم 23 جوان: أعضاء شبكة ضد التعذيب: نشر جدول زمني حول التعذيب والعنف البوليسي خلال السنة المنقضية؛
· يوم 24 جوان: جمعية أولادنا بسوسة: حوار حول عقبات الولوج إلى العدالة بخصوص جريمة التعذيب بحضور ممثلين عن الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب ونواب عن لجنة الحقوق والحريات وجنسيج جمعياتي محلي
· يوم 24 جوان: جمعية أولادنا بسوسة: زيارة دعم وتكريم لضحية عنف بوليسي
· يوم 25 جوان: مؤسسة هاينريش بول من خلال مشروع “شارك” وبالتنسيق مع جمعية إفريقية: لقاء توعوي حول العنف المؤسسي والعقبات التي تحول دون الوصول إلى العدالة وحقوق الضحايا بمشاركة الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب وممثلين عن المجتمع المدني.
· يوم 25 جوان: بنزرت: مؤسسة هاينريش بول من خلال مشروع “شارك”: عرض ونقاش أفلام حول العنف المؤسساتي والحق في إحترام الحرمة الجسدية والنفسية
· يوم 25 جوان: دار الشباب بحي التضامن: مؤسسة هاينريش بول من خلال مشروع “شارك”: عرض ونقاش أفلام حول العنف المؤسساتي والحق في إحترام الحرمة الجسدية والنفسية
· يوم 26 جوان على الساعة 9 و30 دق: مكونات المجتمع المدني: مسيرة من أمام قصر العدالة بتونس بإتجاه السجن السابق ب9 أفريل
· يوم 26 جوان: الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب وباقي مكونات المجتمع المدني: نصب خيمة بمقر السجن المدني 9 أفريل لتقديم شهادات حول الذاكرة المتعلّقة بمناهضة التعذيب
· 26 جوان: طبرقة: مشروع “آثار التنقل: العنف والتضامن”: تنظيم حلقة نقاش حول حقوق المهاجرين ضحايا التعذيب.
· يوم 26 جوان : جمعية إفريقية صفاقس : نشر نتائج استبيان إلكتروني حول العنف المؤسساتي على مواقع التواصل للجمعية
· 26 جوان : جمعية إفريقية صفاقس : نشر فيديو شهادات ضحايا و شهود للعنف المؤسساتي
· المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب
· الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
· المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب
· الإئتلاف التونسي ضد عقوبة الإعدام
· أخصائيون نفسانيون العالم، تونس
· الجمعية التونسية أولادنا
· جمعية إفريقية
· محامون بلا حدود
Leave Your Comment