على اثر تصريحات رئيس الجمهورية قيس سعيد, بتاريخ 21 فيفري 2023 في بيان على صفحة رئاسة الجمهورية على الفايسبوك بأن ” أن هناك ترتيب إجرامي تمّ إعداده منذ مطلع هذا القرن لتغيير التركيبة الديمغرافية لتونس وأن هناك جهات تلقت أموالا طائلة بعد سنة 2011 من أجل توطين المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس، مشيرا إلى أن هذه الموجات المتعاقبة من الهجرة غير النظامية الهدف غير المعلن منها هو اعتبار تونس دولة إفريقية فقط ولا انتماء لها للأمتين العربية والإسلامية… ” و تشديده على ” ضرورة وضع حد بسرعة لهذه الظاهرة خاصة وأن جحافل المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء مازالت مستمرة مع ما تؤدي إليه من عنف وجرائم وممارسات غير مقبولة فضلا عن أنها مجرّمة قانونا” في بيان جاء عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي خُصّص للإجراءات العاجلة التي يجب اتخاذها لمعالجة ظاهرة توافد أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء إلى تونس, فإن الجمعيات الممضية تندد بمثل هاته الخطابات التي تمثل انتهاكا صارخا للدستور التونسي و للمعاهدات الدولية والأفريقية التي التزمت بها الجمهورية التونسية منذ الاستقلال و حتى للقوانين الداخلية وعلى رأسها القانون عدد 50 لسنة 2018 و المتعلق بالقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري و من شأنها تأليب عدة شرائح من المجتمع التونسي على مجموعات المهاجرين من افريقيا جنوب الصحراء و المتواجدين على التراب التونسي.
ان مثل هكذا خطاب يمثل تحريضا على الكراهية و تذكيرا بحقبة معسكرات الإبادة العرقية النازية أثناء الحرب العالمية الثانية و معاداة لقيم الإنسانية والتسامح التي ما انفكت تتبجح بها الدولة التونسية في المحافل الدولية و يحمل رئاسة الجمهورية كل خطر أو مكروه من شأنه أن يصيب المهاجرين و المهاجرات من افريقيا جنوب الصحراء بما أنه يمثل تشريعا غير مباشر من أعلى هرم في السلطة لكل أعمال التنكيل التي يمكن أن تطالهم و تهديدا للسلم و الأمن الاجتماعيين بالبلاد التونسية.
تعبر الجمعيات الممضية عن تضامنها الكامل و اللامشروط مع كامل المهاجرين و المهاجرات من افريقيا جنوب الصحراء و مع كافة الجمعيات و المنظمات المدافعة عنهم و تؤكد مرة أخرى على مبادئها القائمة على التسامح و المساواة و نبذ الكراهية و العنصرية تجاه جميع المتواجدين و المتواجدات على التراب التونسي.
ان الجمهورية التونسية, كانت تسمّى افريقية و أعطت اسمها لكامل القارة التي هي جزء منها, فهي كانت و مازلت و ستبقى دائما ملتقى الحضارات و الأعراق و الأديان, و لا تفضيل بين جذورها التاريخية سواء كانت عربية أو أمازيغية أو قرطاجية أو افريقية, و عليه فإن الجمعيات الممضية تطالب رئاسة الجمهورية بتبنّي هذا الفكر قولا و فعلا و بالاعتذار الرسمي عن ما بدر منها و بالابتعاد عن مثل هاته خطابات و ممارسات عنصرية لا ترتقي أن تصدر من دولة ألغت الرق منذ سنة 1846 في عهد أحمد باشا باي تكريسا لالتزاماتها القانونية و الأخلاقية و الإنسانية والتاريخية.
الجمعيات الممضية :
Leave Your Comment